................الحديث الشريف.
الحلقة الأولى
معنى الحديث:
لكلمة الحديث معنى عام هو:الخبر أو محادثة دينية أم كانت غير دينية،ثم أصبح لها معنى خاص وهو:
ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير1، ويرادف الحديث السنة.
منزلة الحديث في الإسلام :
وقد أجمع المسلمون على أن الحديث متى ثبت وصح عن رسول الله كان حجة في الدين ،ودليلا من أدلة الأحكام ،وجب اتباعه والرجوع إليه والعمل بمقتضاه وقد نطق القرآن بذلك في كثير من آياته قال تعالى:
[وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا] الحشر7
وقال سبحانه
[قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله عفور رحيم.قل اطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لايحب الكافرين]ال عمران31.32
وقال سبحانه مخاطبا رسوله محمدا
[وأنزلنا إليك الذكر2لتبين للناس ما نزل اليهم]النحل44
فالحديث هو المصدر الثاني من مصادر الأحكام الشرعية العملية والإعتقادية ،وهو الذي تلي رتبته في الإعتبار رتبة القرآن الكريم.
وللحديث أهمية كبرى في فهم معاني القرآن الكريم،والكشف عن الأحكام المنطوية في نصوصه العامة وقواعده ،والإرشاد إلى الكثير منها،ولولاه لبقيت مجهولة لنا خافية علينا.
إن عدد آيات القرآن يبلغ نحو ستة آلاف ،ويصل المتعلق منها بالأحكام إلى نحومائتي آية،أما مجموع أحاديث الأحكام فيقرب من نحو أربعة آلاف حديث .
والحديث يبين أحكام القرآن من :تفصيل المجمل،وتوضيح المشكل وتخصيص العام ، وتقييد المطلق .
فالقرآن أوجب الطهارة على من أراد الصلاة ،والسنة فصلت ما في القرآن من إجمال وبينت الطهارة بنوعيها :المائية والترابية.
والقرآن شرع الصلاة،ولكنه لم يبين صريحا أعدادها ،ولا أعداد الركوع والسجود فيها ،ولم يذكر أوقاتها إلا إجمالا ،فجاءت السنة وبينت كل ذلك قولا وعملا ،فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس ويقول لهم[صلوا كما رأيتموني أصلي ]
ونص القرآن على وجوب الزكاة في آيات كثيرة منه لكنه لم يبين مقدار الواجب فيها بالتفصيل ،فبينت السنة كل ذلك..إلى آخر تلك الأمثلة مما فصلته السنة من أحكام القرآن .
كذلك كانت تعرض للرسول صلى الله عليه وسلم حوادث يقضي فيها ،وأسئلة يجيب عنها ومبادلة أخذ وعطاء،وتصرف في الشؤون السلمية والحربية ،كل هذه كانت أحيانا ينزل فيها القرآن ،وأحيانا لاينزل ولما كان الحديث مصدرا للتشريع توجهت العناية الفائقة إلى جمعه وتدوينه.
للموضوع بقية
1ـالتقرير:هو عدم إنكار النبي لأمر رآه أو سمعه أو بلغه عمن يكون منقادا للشرع
2ـالذكر:القرآن
..........................................محمد مصطفاوي
.................................في11.04.2017
..........الجزائر بوسعادة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق