الأربعاء، 22 مارس 2017

قراءة في قصيدة للشاعر أحمد حضراوي بعنوان { دعوة ناسك الحلقة 9...} بقلم الكاتبة د.جميلة الكجك.....الأردن/عمان

قراءة في قصيدة ( 9 )
القصيدة - دعوة ناسك - للشاعر أحمد حضراوي
ما مر منه إليك من سيارة
ما أوردوا حبلا يثير خطاك
بشرى لرق لم يزل، أسرارهم
تخفي لهيب الأرض حين طواك
كان الطريق إلى عزيزة قصرها
ما غلقت أبوابها للقاك
قاتلت دونك ثم سقت لأسرها
والأسر أنت وسدرة الأشواك
.. ونكمل وقائع أحداث حكاية الحب هذه والتي ألمح لنا مبدعها ببدء معاناته والتي تتشابه في بعض جوانبها من حيث طهر قلبه المحب بطهر نفس الطفل الصديق يوسف، وللصديق المثل الأسمى - لكنها الدواخل النقية الصافية تسلم ذات صاحبها دون هواجس الشكوك المريبة لمن تثق بصلتها بهم حتى يتحول السيد بأيدي هولاء إلى عبد رقيق. 

ورق شاعرنا هنا رق معنوي لا حقيقي وإن كان له ذات طعم المرار وربما أكثر قسوة، قسوة لم ينصفه منها أحد، ولا كان له بشير يمنحه بريق أمل كما حدث ليوسف.

 وتتواتر معاناة المحب الشغوف شدة وتزداد إذ يرى غيره يستأثر بها وعن طواعية منها حتى أحس وكأن لهيب الارض كلها تختفي في جوفه يمتلئ بكل حرها حتى تطوى في ذاته وحده، يستشعر لهيب احتراقها في أعماقه.

 ولم تكن هذه المعاناة لتحصل لولا استمالتها له وإشعار منها بقبول دعوته.

 ليتساءل، لم إذا قبلت ولانت ولم تغلق أبواب قلبها ومشاعرها عنه وهي العزيزة المنيعة لو أرادت، ثم تقبل بمن أتاها وعن طواعية دون إكراه؟! 

يستغرب المحب مثل هذا السلوك ممن أحب وهي تدرك أنه أحبها بكل جوارحه واستبسل كي تكون سيدة قلبه ووجهة تبتله الوحيدة ورغم ذلك توافق أن تكون لغيره ببساطة توجع قلبه البريء من الدنس. توجع قلب عاشق اكتشف أنه  وقع في مكيدة تكاد تتشابه مع مكيدة إخوان الصديق يوسف، إذ اوقعوه في الجب على حين غرة، وهي أوقعته في أسرها، أراد هو أن  يأسرها بالحب وأرادت له أسرا لا علاقة له بالحب فكان لا كمن يقع في الجب، بل كمن يقع بين أغصان وعروق شجرة شوكية تزداد آلامه ومعاناته شدة حتى وهو يحاول الخلاص منها، وتزداد هي في أسره وتعذيبه، ولكن إلى متى.. ؟!
جمالية في التعبير، وخيال يمتزج بالواقع، وإحساس مرهف، وسبر غور النفوس حتى أعمق أعماقها. 

حكاية تتكرر كل حين لكنها هنا توضح لنا بعضا من مشاعرنا وتلقي عليها شيئا من إضاءة تزيل عتمتها.. وحكاية شاعرنا ومعاناته لم تنته بعد، فلها فصول أخرى..
 

  جميلة الكجك

الأردن عمان 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق