قراءة في قصيدة ( 10 )
القصيدة - دعوة ناسك - للشاعر أحمد حضراوي
أسريت بي رؤيا لكوكبك الذي
سبر الجمال به وقال كفاك
ووهبتني خبز الجراح وصحبه
كانت أساي بموقد الافلاك
.. يكاد مبدعنا أن يقول هنا أنه تعرض إلى خديعة ماكرة وإلا فلم كل هذا الإغراء من هذه الفاتنة الساحرة التي أوصلته إلى حالة من الهيام بها حتى وصل إلى درجة من التبتل جعلت روحه وذهنه أسيرا هواها، فكان إسراء النفس نتيجة حتمية، ليرى بروحه المحبة جمالا لا يمكن له وصف تفاصيله إلا بأن يشبهه بكوكب استولى على حقيقة الجمال حازه حصرا، استولى عليه حتى امتلكه، فهل كان الإغراء إغواء؟! ويمكن ان تكون الإجابة أجل إذ كان جزاء كل ذاك الحب منه أن كانت هبتها لعاشقها - خبز الجراح وصحبه - وهذه إشارة أخرى- للصديق يوسف - و تفسيره لرؤيا صاحبيه في السجن. وهذا نعي معنوي للذات. فمن قتل حب روحه هو بالضبط كمن سلبت منه هذه الروح، ألم انتزاع الحبيب من الوجدان كألم انتزاع الروح من الجسد إن لم يكن أكثر قسوة وأشد معاناة، فالموت يكون مرة واحدة وتنتهي المعاناة بعد حين، وانتزاع الحبيب من الوجدان لا تنتهي آلامه فالذاكرة حية ما لازمت الروح الجسد، وطعم الألم ونكته نادرا ما تزول فكيف في حالة كهذه، إذ اوصلته الحبيبة إلى مراقي النجوم ثم هوت به إلى القيعان الصلدة حيت لا شيء الا الخديعة والمكر، فبدلا من أن يعيش حبه متمتعا بجمال محبوبته وجد نفسه يسقط في جحيم الغدر ونار الأسى والأحزان.. وللحكاية بقية
جميلة الكجك
الأربعاء، 22 مارس 2017
قراءة في قصيدة للشاعر أحمد حضراوي بعنوان{ دعوة ناسك الحلقة 10...} بقلم الكاتبة د.جميلة الكجك..... الأردن/ عمان
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق