قراءة في آية النور ( 6 )
فيما سبق وضحنا أن المشكاة، والمصباح، والزجاجة، والشجرة المباركة، جميعها عند الغزالي هي درجات من الوعي تتصاعد كشفا ونفاذا.
أما كما أفهمها أنا فهي كما يلي: المشكاة هي جسد الإنسان الذي يضم المصباح
والمصباح هو القوة العاقلة في هذا الإنسان.
هي العقل كوظيفة لهذا الجسد ككل.
والزجاجة التي تلم شتات هذا النور المنبثق من الجسد، أي تجمع شتيت العمليات العقلية.
هذه الزجاجة هي المبادئ التي تنزلت وحيا من الله على الأنبياء والرسل، هي صراط الله المستقيم، هي مواثيق الأخلاق.
والشجرة المباركة والتي هي زيتونة لا شرقية ولا غربية هي "الوحي" ذاته المتمثل في الكتب السماوية، وتمامها ما ورد من مبادئ في كتاب الله تعالى، وتطبيق محمد - صلى الله عليه وسلم - لها في سلوكياته.
وليست هي وحيا لكل منا على حده.
فالعلم لا يكون بالنسبة لمن هم دون الأنبياء والرسل الا بالتعلم.
وإلا لادعى أي كان أنه ممن يوحى إليه.
وما نستشعره من إلهامات فهي نتيجة طبيعية لعمليات عقلية في الدماغ تنبثق عنها كنتائج بحث ودراسة قد لا ننتبه أننا نجريها داخل أدمغتنا، لكنها تحدث.
ونور الله تعالى للإنسان غريزة غرزت فيه هي منحة من الله لهذا الإنسان، هي القدرة على التعقل، القدرة على التفكير، القدرة على أن يمنطق الأمور
لكن هذه القدرة والتي هي المصباح لا بد أن تحتويها مشكاة، أي الجسد.
والمصباح هذا لابد من زجاجة تحميه، تجمع شتاته، وهذا الجمع لا يكون إلا من خلال معايير وموازين نقيس إليها لنعرف الصواب من الخطأ، لنحافظ على هذا النور الغريزي فينا، أي القدرة على التعقل الصحيح والسليم.
ولكن من أين يستمد هذا المصباح زيته؟ وأقول مرة أخرى للتوضيح هو يستمده من كتب الله السماوية التي تنزلت "وحيا" على الرسل والأنبياء.
فهي الوحي، والذي هو "زيتونة لا شرقية ولا غربية، يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار، نور على نور.." نور العقل يهتدي بنور "هدى" الله، صراط الله المستقيم.
ليحمي هذا النور ويزيده ضياء فتكون الحكمة - أي الحكم الصائب في الوقت المناسب، ويكون تمام الوعي وقمته، وهنا يكون نور على نور وهذا فضل الله على عباده.
يهدي الله لنوره من يشاء، ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم" فمن أراد أن يهتدي فله ذلك بإذن الله تعالى.
ملاحظة: لا حرج أصدقائي من طرح أي سؤال تستفسرون من خلاله عن الموضوع
جميلة الكجك
الأردن عمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق