أضواء نقدية ،على مهرجان:
محمد الماغوط..... المسرحي الثالث في سلمية.
**********************************
على خشبة مسرح صالة بيداء الزير، وفي المركز الثقافي العربي في سلمية،بلد الماغوط ومسقط رأسه،عقد بين /22/10/ وحتى /82/10/ لعام2009 مهرجان الماغوط المسرحي الثالث.
وبالرغم من إمكانات المسرح المتواضعة في صالة العروض،والتي لم تعدّ بشكل جيّد، لمثل هذه المناسبات،وخاصة بالنسبة للتجهيزات والتقنيات الحديثة الخاصة بالعمل المسرحي،إلا أنّ معظم الأعمال التي قدمّت،
حاول السادة مخرجو الأعمال إلى التكيّف مع ظروف المكان والإمكانات المتوفرة،وقدموا عروضاً كان تقييم الجمهور لها من خلال المناقشات التي تعقب العروض،بأنّها أعمال جيّدة إخراجاً وأداء وإضاءة (وديكوراً في بعضها)وكان تفاعل الجمهور معها،تفاعلاً إيجابياً،وكانت مضامين هذه العروض تتفاوت بين النداء الصارخ برفض الظلم على خشبة المسرح،بحيث يستنتج النظارة الهدف الرئيس من العمل ،سواء أكان عملاً درامياً، أم عملاً كوميدياً،وبين الذهاب في بعضها إلى الرمزية والغموض،بحيث يصعب على المشاهد الربط بين العناصر الفنيّة للعمل من تعريف بالشخصيات،والوصول بالصراع على خشبة المسرح إلى ذروته، ثم التدرج المنطقي في المشاهد، وصولاً إلى الحل و الخاتمة، التي من المفروض أن يكون المشاهد قد جمّع أفكاره واستنتج الغاية أو الهدف الاجتماعي أو الوطني أو الإنساني من هذا العمل المسرحي المؤدى على خشبة المسرح.
وأما بالنسبة إلى الممثلين فقد كان أداؤهم يتفاوت بين الجيّد والمتوسط ،ولقد نجح البعض وكان محترفاً في أداء دوره،والبعض الاخر كان مقنعاً ومقبولاً في تشخيص دوره على المسرح. ولكن الجميع بذلوا جهوداً كي تكون أدوارهم مقبولة ومقنعة لجمهور المسرح.
وسوف أتناول في نقدي بعض العروض التي تسنّى لي مشاهدتها.
بالنسبة للعمل المسرحي(امرأة مشبعة باليباس) للمؤلفيْن جواد الأسدي وفاضل عبدالله،والمخرج مولود داؤد وقام بأدواره مشكورين شباب المرح الجامعي بالحسكة.
والذي هدف برأيي إلى سيطرة طاغية على مقدرات شعبه،واستعباده لهم،حتى في خصوصية هذه المرأة التي أحبّت سيدها وحاولت إرضاءه والوصول إلى قلبه،من خلال مخاطبتها لذاتها في مرآتها.
ولكن تبيّن أنّ هذا السيّد لم ولن يحبّ إلا ذاته،وما نظرته لهذه المرأة إلا نظرته لجارية تخدمه وتلبي مايريد منها.
لقد حاك المخرج تشابك الخيوط في هذه المسرحيّة من خلال الحوار الذي جرى بين الشخصيتين الوحيدتين على خشبة المسرح.
كانت الإنارة جيدة،والديكور مناسباً ومستغلاً بشكل جيّد، ولكن كنت تلاحظ من خلال العرض انفصالا في المشاهد وتسلسل الأحداث.
على كلّ حال، العمل كان جيداً،إخراجاً وأداء،فقط لو أنّ الكاتب جعل المرأة العابدة لهذا السيّد المتكبّر،لو جعلها تثور عليه ولو بينها وبين نفسها،لكان المشهد يوحي برفض الظلم والاستكبار والأنانية.
أ حيدر حيدر
سلمية - سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق