الأربعاء، 23 نوفمبر 2016

مقال بعنوان { صراع الأجيال } بقلم الكاتبة المحامية رسمية طه .....سورية..دمشق

====بسمة الصباح
----------صراع الأجيال
حركة عدائية دائرية المستوى متكررة في كل زمن ومكان –قوامها صراع وتجاذب الفكر والافكار الناتجة عن المفهوم الذاتي للأفراد --صراع يعلو فيه الصراخ والاعتداء والنفور –هو منطق حياة في نهاية الأمر وجرم يعاقب عليه الأخلاق قبل القانون لو خرج عن حدود المعقول –وقد يسال سائل لماذا كل ذلك وكيف الخروج منه آمنا سالما فأقول ابحثوا في ذاتكم وانطلقوا من رؤياكم ورؤى أولادكم وراقبوا حركة الزمن ومفاهيمه ومتغيراته وجمود عقل الأباء عند حدود تاريخ نشأتهم فترون بأنه مصدر الخلاف والتزاحم والقتال ولا تنسوا وأنتم تبحثون في منازلكم أن تمروا على ثقافة التربية وثقافة القيم التي تم زرعها في أرضية المنزل وعقول الأبناء لتجدوا بأن سبب البلاء هو عبث وطيش واستهتار الأهل في تحمل مسؤولية الحياة –نعم لا بد من صراع الأجيال -وكما أشرت هو منطق التبدل والتغير الدائم في دنيا قوامها تطور وتبدل لكل المفاهيم ولكن من يزرع مبدأ حياة في عقول ناشئة فالصدام والصراع  سيكون اقل حدة وقوة وهنا تتجلى معقولية الخلاف والقبول لهذا التناحر
ولكون صراع الأجيال موضوع أزلي وقديم ومستمر باستمرار الحياة كان لابد من العمل على محورين وهما ضرورة احترام التطور ورؤية التبدل واحترام عقل الجيل الجديد ومراقبة السلوك الفكري حرصا عليهم من الانخراط في بوتقة الانحدار وهذا الشيء لن يتحقق إلا إذا قام الجيل القديم بالإستعا نة بعيون أبناؤهم وتلبس عقولهم مع الإحتفاظ بكل المفاهيم الخاصة بهم ---وفي هذا الإطار تتحقق مقولة احترام الأراء وسيادة منطق التزاوج بين الجيلين بدلا من حرب مشتعلة قاتلة –فلا ينبغي للجديد بالهيمنة الكلية وبتر قيم ومبادئ ثابتة بحجة التطور والتكنولوجيا كما لا يحق للفكرالقديم  بأن يسود الحياة بموازين وقوانين هي في زمنها منطق   سيادة فالتوازن أمر ضروري وهي عبارة عن لعبة حساب تتوازى فيها الأشياء بعقل يدرك معنى التطور والتبدل ويفهم بأن العين الجامدة عين قاتلة –فلنكن حصنا لأبناء هم في صراع مستمر مع الحياة ولنكن فكرا يقبل الآخر ويقوده  بسفينة المنطق ولننزع شيئا من الهيمنة النفسية ولنتحرر من منطق الأقامة الجبرية حتى تبقى العباءة معروضة بحرية لمن يرغب بارتدائها
           صباح الأجيال
------------ المحامية رسمية رفيق طه --سورية  دمشق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق