الخميس، 24 نوفمبر 2016

خاطرة بقلم الكاتب والشاعر الأستاذ خلوصي حسين .....جبال الألب الجنوبية

في عربة القطار السريع ما بين باريس ومرسيليا وعلى مقاعد الدرجة الأولى كانت جالسةً قبالتي فتاةٌ شقراء الخصل، زرقاء العينين ،كحلي الهدبِ.
مهمومةً بمكياجها، بتسريحة شعرها الذهبي، تلمس شفاهها تارة تمد الحمرة الزهرية عليهما بالقلم ،وتضمهما على بعضهما تارةً أخرى كوريقات الورد الجوري! عبق روائح المساحيق والعطور يمتزج بهواء المقصورة ويرسم لوحاتٍ على المقاعد المخملية.
ترفع رأسها وتنظر باتجاهي خلسةً. وأنا جالسٌ بوقار، شارداً أرسم ببعض الأحرف كلمات عنها!! ولم انتبه إلى حركاتها إلاَّ عدة مرات ...فقط !!!
ثم تعود فتجلِس قامتها ،تفرش شعرها السبل الشفاف كالنور على أكتافها، وكأميرةٍ غجريةٍ تستمع إلى الموسيقى الصاخبة وترقص الفلامنكو بذراعيها ونهديها وأصابع قدميها.

قلت في نفسي ربما لتهيج إحساسي الضعيف! ربما لتشد انتباهي وأنا الشرقي خجولٌ خجولْ! أضع وجهي بين يديًّ أتذكر الحرام و الحلال، والجنة والنار!!!!!
قلت في نفسي أن معرفةً في قطارٍ، تنتهي في لحظة وطئ الأقدام على الأرض.
و لكن من حكمة الآداب أن تعبر عن غبطتك وإعجابك. فيكون مؤسفٌ أن لا تعرف هي ماذا كتبت عنها وقد لن تلتقي بها مرة أخرى!!
فبادرت لها بأحلى ابتسامةٍ
وزدتها بانحناءةٍ على الطريقة الإسبانية !
اقتربت مني سعيدةً . ترجمت لها خاطرتي عنها وأضفت وداعي لها كما كتبت بنصف قبلةٍ ثم قبلتين !
ولو لا الخجلْ والعجلْ
لأكرمتها ب 99 فأكثرْ
كما امرؤ القيس من قبلي فعلْ!!
(أثناء تبادلنا الحديثَ قبل لحظات من وصول القطار إلى المحطة تبين لي أنها صحفية من مدن الشمالِ جاءت إلى جبالنا في الجنوب تستنشق الهواء وترسم لون الحب على رئتيها من عاشق كان بانتظارها.)

خلوصي حسين
جبال الألب الجنوبية
22/11/2013م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق