أشعل فتيلك[1]
********
أفقْ أمامُك –لا- مازال ممتشقًا
سيوفََه ما ترى إذْ خلفك البَحَرُ؟
لا لا تقلْ كيف؟ كم من فرقةٍ سلمتْ
وكيف قومُ فلانٍ بالدُّجى عبروا؟
أشعلْ فتيلك ساد الهرج لا وطنًا
لغيره قام بالأضواء يا عمـر
يسائل الوقتُ عن تلك القرون ومن
بنوا أهمْ مثل من عاصرتهمْ بشر؟
كيف استطاعوا احتواء الأرض؟ كيف غدوا
في أول الصفِّ؟ كيف انجذَّ ما بذروا؟
هل كان منها جهم غير الذي قرأتْ
عيون حاضرنا؟ لا إنهم شـــــكروا؟
شتَّان ما بين ساعٍ دربه- أبدًا-
سهلٌ وساعٍ بدربٍ كلُّه حُفـــَــــر
يحلِّق الصَّقرُ مشتاقًا لمقصده
فما سواه له الأجيافُ والقـــــذر!
أشعل فتيلك إنَّ الحالَ من زمنٍ
يرجو اشتعالاً ويرجو وصْلَ ما بتروا
بئس الحياةُ يكون الاسم مبتدأً
بها بلا خبرٍ إلاَّ هو الخبـر
كأنَّ لفظ [ أعدِّوا] ما له دُوَلٌ
في أمَّةٍ ساد فيها العيُّ والخَتَر
العدلُ ما العدلُ إلا آيةٌ وهدى
يتلون أو قصةٌ تُروى لمن غبروا
والصِّدقُ ما الصِّدقُ إلا أحرفٌ رسمتْ
على الوجوه شحوبًا بوحُه هذر
والحبُّ ما الحبُّ إلا غنوةٌ لبستْ
ثوب الفواحش أو فلْمٌ له أثر
فالنصرليس سوى شجبٍ وجعجعةٍ
تذيع موتى ولكنْ بعد ما قبروا
إنِّي لأعجب كيف النُّور ممتثلٌ
أليس للنور في أتباعه صــــوَر؟!
مجالسٌ وقراراتٌ بغير صدى
إلاَّ إذا صدرتْ نفعاً لمن كفروا
ساد البغاةُ فما شاءوا يكون ومن
يحدْ- عليه- تثرْ من جورهم صقر
حقيقة يستر البهتانُ قامتَها
والفتكُ للكاشف البهتان والكدر
فقاتل الثور لم يقنع بأبيضهمْ
إذْ ما نجا منه لا حمْرٌ ولا بقر
*****
إذا شكا الدَّاءَ عضوٌ هبَّ مشتكياً
جسمٌ إذا أهملوه استفحل الضَّرر
وليس للعضو بل للجسم أجمعِه
إنْ أقبل الموتُ للشاكي لو اعتبروا
أشعل فتيلك إنَّ الصُّبحَ منتظرٌ
ليلاً عن الليل فيه يخشع السَّمر
ومنه تصْدعُ آياتٌ مذكِّرةٌ
بنعمة النَّصر تأكيداً لمن صبروا
7/6/1427هـ
1- ديواني [لك الله] صادر من نادي الباحة الأدبي عام 1436هـ
منصور دماس مذكور
السعودية صامطة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق