بيدرو
قال لي : "سأدوسك بقدمي هذه .
وأخذ يشتم عائلتي بكل قذارة ".
إنه ذلك الطالب الفاحش الملقب ب " بيدرو " بين زملائه .
حقيقة أردت العراك معه فأنا معلم ولي كرامتي " أيضا " .
عندها طلب مني المدير عدم الرد عليه .
في اليوم التالي : تعرض زميلي لنفس الألفاظ الفاحشة من نفس الطالب " بيدرو " ، لكن زميلي قرر المواجهة ، استدعى الطالب إلى الإدارة ، بيدرو كان الأقوى صرع المعلم بضربة قوية وهرب .
بعد قليل عاد بوالدته التي خلعت عن شعرها ما أن وصلت ، وقالت : أنا من سيقاتلك أيها المعلم (....) أنت لم تعرفني بعد يا أبن (___) . ألم تسمع بي أيها (____) وانهالت عليه بالشتائم والضرب .
مديرنا جلس متسمرنا خلف مكتبه ، تحدث بخوف و هلع مع تلك المخلوقة بالفصحى ليهدئ روعها قائلا : سيدتي الفاضلة ..وقبل أن يكمل جملته تلقى ضربة أصمتته وأطارت بنظارته وغادرت مهللة بانتصارها .
كنت الوحيد من الزملاء الذي اختبأ خلف المدير في ذلك اليوم كانوا أكثر شجاعة مني في تلقي الشتائم والضرب .
عندما كنت مختبئا خلف مديري محتميا به _ مر بي ذلك الشريط بسرعة عندما كان والد " بيدرو " طالبا عندي في الصف ، وقد حذرت زملائي كيف سيكون حال الوطن فيما لو تزوج هذا الطالب السيء وأمثاله . سينجبون حتما نسخا مكررة عنهم ، لم أصدق ما رأيت في أحد الأيام عند قدومي للمدرسة ، تلك الخيم الكبيرة وذلك الكم الهائل من الناس ،هناك فرح كبير لوالد " بيدرو " لقد تزوج من " صبرة " وهي من أكثر الطالبات حمقا ، أعرفها جيدا كانت في مدرسة الإناث المقابلة لمدرستنا ، لقد أذاقت المعلمات الٱمرين ، حتى تركت المدرسة لتتجه للعمل بالمزارع ، خلال تسعة أشهر من الزواج كان السيد " بيدرو " يصيح في هذه الدنيا التي بدت بغيضة جدا لي هذا اليوم ، لقد جاء مسرعا إلى عالمنا _
اليوم التالي عاد الطالب في الطابور الصباحي يتحدى جوقتنا ، لم نشأ إغضابه طبعا ، وتجاهلنا ما بدر منه من ألفاظ .
زارنا مدير تربيتنا محذرا من الإساءة للطلبة وعدم ضربهم أو شتمهم أو استفزازهم ، هكذا تقضي القوانيين الجديدة ، فالطالب خط أحمر .
وأن على الجميع احتواء هؤلاء الأبرياء ، فهم عماد الوطن في المستقبل ، قاطعه مديرنا قائلا : إننا نحتوي حتى أباءهم يا سيدي واضعا يده على مكان لطم تلك السيدة على خده .
_ صمتت طويلا متسائلا كيف سيكون الحال في الجيل الثالث من عائلة بيدرو ، فيما لو قرر "بيدرو" الصغير الزواج .
.......... عواد المخرازي
...........الأردن المفرق
الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017
بيدرو / بقلم الكاتب عواد المخرازي / الأردن.المفرق
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق