قصة قصيرة
--------لعنة
يحب صديقتها وهو فارس أحﻻمها الجنونية.. فتحت لها الصديقة سراديب حبها السرية.. باتت تخترق عزلتهما كالدول اﻻستعمارية وهي تراقب بوادر وحدة ما أو عﻻقة منسجمة بين بعض الدول العربية.. ودت لو تخترق نظرات الحب وتبثها لعينيه.. لو تسيطر على السﻻم باليد.. على اللمسات.. حين تجلس مع محبوبته.. تحول طرق الحديث لتدور حوله.. و أحاسيسها الدفينة شرطي المرور الوحيد الذي يوجه حركة سير المفردات.. في لقاء عابر معه جعلته يرى تلك العاشقة متكئة على حدقة بصرها تحت بريق عبراتها الممنوعة من مغادرة شاطئ أهدابها المرتعشة.. أوشك على اﻹفصاح عن بداية عهد انجذابه إليها وأن ظل الفراق تلوح راياته القاتمة مع الحبيبة.. جهلت مايحدث وهو ممسك بيدها بتوق متوهج ولمسة آسرة.. وبدأت تتهادى إليها شكوى الصديقة من جفاء الحبيب.. الذي أعلن لها عن سفره وحيدا وسألها أﻻ تنتظر عودته.. متذرعا أن الحياة ﻻ ترحم من يفضل الحب على العمل.. ضج الصمت في أعماقها، امتزج فرحها بعبرات فراق تقطر من عيني صديقتها.. وبخبر سفره قبل أن تبوح له بحبها المكتوم.. لكنه فاجأها وهو يحطم أسوارها الجليدية ويمسك بأجنحة السفر برفقتها.. ماجت رياح اﻷماني بلهيب شمعة الحب المنهوبة من أشﻻء سعادة تلك الصديقة البائسة وهي تتلقى صدمتها المزدوجة التي عصفت بحياتها.. حطمت مرآتها.. ومن سرق سعادتها، ينعم بحاضنة أسرارها و تنعم هي بحبيب ذكرياتها..
في الطرف اﻵخر .. اشتعلت اﻷفكار بلهيب اﻹحساس بالذنب، وتقاذفتها طيور الظنون التي تقتات من لحظات السعادة ألقها.. لم تستطع نسيان ماضي حبه ، ذكرياته التي احتفظ بها إحساسها، أحياها حتى باتت تتكور في كل زاوية من حاضرها.. راحت طيور الريبة تﻻحق المحبوب، تلتهم ما بينهما من ابتسامات، أفراح، ضحكات، ومقعد الراحة؛ جلسة تحقيق.
هدى إبراهيم أمون
سورية حمص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق