الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017

خريف مبكر / بقلم الشاعرة فائزة جوادي/ تونس.سوسة

خريف مبكر

نسجت من شرايين القلب وسائد حرير
نتفت ريش المحبة لأصنع عش عصافير
نحضن بيوض الحلم ننتظر شروق الأمل
فتلت من حبالي الصوتية أوتار قيثارة
تنددن عليها لحن الحزن الشجي
تعزف على أوصال قلبي وعد الفراق
تشدو أغنية عتيقة في مساء غافي الجفون
يترنح متثاقلا من وطأة حمل الأيام
أنشدت من كلمات الصمت سمفونية
العشق المحكوم بالإعدام
بطلقة كاتمة الصوت
انتفضت لها أوجاعي متمردة
إنه الموت يلتهم أوراق الفرح بشراهة
كأسراب الجراد مر بحقول الأماني
نزع عنها وشاح الحياة
كشف عن ساقيها الجرداء
كشر القبح عن مفاتنه رسم لوحة الخريف
يردد صدى الآه أرعدت لها السماء
تلبدت سحب الخوف السوداء
نفخت رياح الهجر لهيبها كانت هوجاء 
تعالى صفيرها عواء كأنين الثكلى 
أطلق طائر النورس صيحات الرحيل
رسم بجناحيه غيمة كئيبة
خيمت على الروح بظلال قاتمة 
انسحب مسرعا توارى وراء السحاب
لم يلوح حتى ببسمة الوداع الأخيرة
عاودت خطواتي المتعثرة إلى وكر الحلم
أعد نجوم الليالي أنتظر موسم العودة
حملت شلالات الدموع قشات العش
طفت على نهر الخيبة الجارف
تفرقت عصمتها في اتجاه  الفناء
انشقت عن البيوض مناقير متلهفة جائعة
تئن ملتاعة من مخالب اليتم
الخراب يسكن الشجرة المهجورة
السوس ينخر جذعها من ألم الندم
اخشوشبت أغصان الذكريات
تلاعب أخطبوط الحنين بأصابعه
طوق بها مخارج الأنفاس
كسر الشوق قوائم الصبر
فتح العبث أحضانه لضم خيالات الحب
يهدهدها لترسي على شواطئ النسيان
غفت على ركبتي الوحدة توسدت أدمعها
تعالى الموج مغرقا الروح في بحر عذاباتها
جدفت ضد تيارات عنيفة للقدر المحتوم
استسلمت قواها للعمق قبعت فيه...
بلا حراك
إلا نبضات لم تفارق شرايينها
همسات ظلت ترسل ذبذبات حروف
تصارع غطرسة الصمت و السكون...

فائزة جوادي
من تونس سوسة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق