الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017

تمثال الحرية/ بقلم الشاعر فراس خرفان حسن / سورية. اللاذقية

تمثال الحرية
...................................
أشعر بالفخر حين أرى بلادي ترفل وتنعم وتختال بالحرية..
ويكاد يغمى علي فرحا ...حين أقرأ نصوصا  في مناهج أطفالنا  تطال هامات القديسات والأنبياء بحرية رغم أنف الكتب السماوية وقصائد عصماء  لمجرمين تتصدرها بحرية رغم أنف المتنبي وأبي فراس ونزار وسليمات العيسى وحين تطرب أذني لأغان يرددها الأطفال بحرية لسارية السواس ومشتقاتها رغم أنف أم  كلثوم وفيروز
وأشعر بالفخر حين أرى أطفالنا يزربون بحرية  كالغنم في فصول الدراسة رغم أنف الراعي والمزمار
وحين أرى المعلمين و هم
يمارسون بحرية فنون السمسرة مع التلاميذ رغم أنف المكاتب العقارية...وحين أرى الاطباء يبيعون ويشترون لحرية  آلام المرضى رغم أنف  غرفة التجارة ...وحين يملك التجار المشافي بحرية ويحتكرون الأدوية  بحرية
رغم أنف نقابتي الأطباء و الصيادلة...وحين يطلق المرضى
حشرجات احتضارهم بحرية دون أن ينغص روعة عذاباتهم أحد   رغم أنف ملائكة الرحمة
وحين أرى المحامين والقضاة يتقمصون شخصيات معقبي المعاملات بحرية رغم أنف كفتي الميزان...
وحين يصدح بحرية رجال الدين بخطبهم المقدسة و يكفرون الحجر والشجر و البشر رغم أنف  النواميس الإلهية.... 
وحين وحين وحين...
تغتصب النساء  على قارعة الطريق بحرية رغم أنف يوم المرأة العالمي... وحين يبكي الرجال قهرا بحرية رغم أنف النساء
و حين أرى الأطفال  المشردون يمارسون التسول والنوم في العراء وحين يتعرضون للعنف وووو بحرية رغم أنف منظمة اليونيسيف واليونسكو وكل منظمات اليو....
وأشعر بالفخر ايضا حين أرى
الناس تقف بحرية في طوابير العز... طوابير الصرافات ولقمة  العيش رغم أنف منظمات الأنروا ومن لف لفيفها...
وأشعر بالفخر أيضا حين أرى القطاع الخاص يلتهم بحرية جامعاتنا ومدارسنا ومصايفنا وشواطئنا رغم أنف القطاع العام
وحين أرى أصحاب  البقاليات والمحلات والمخازن والبقاليات
يبيعون  السلع كل على هواه بحرية
رغم أنف التموين وجمعية حماية المستهلك
وأشعر بالفخر حين يلهو موظفو مؤسسات القطاع العام بحرية وكأنهم أصحاب  مزارع ومنشأت خاصة ... رغم أنف القطاع الخاص ووزارة الزراعة والإقتصاد والصناعة والسياحة...
وحين أرى أطفالنا وشبابنا ورجالنا وشيوخنا
يسترخون بحرية على أرصفة المقاهي وينفثون دخان النراجيل بحرية في الهواء الطلق وتأتي الريح وتأخذه خارج المياه الإقليمية رغم أنف حلف الناتو وحلف وارسو  وحلف بغداد وحلف الشياطين
أشعر بالفخر حين أرى فقراؤنا
ينبشون حاويات القمامة بحربة ويفترشون الأرصفة
ويأكلون فضلات الطعام رغم أنف  المطاعم الفخمة والفلل الراقية و رغم أنف الأغنياء
وحين أرى الأغنياء يلتهمون ما لذ وطاب ويلبسون أفخم الثياب ويمتطون السيارات الفارهة بحرية رغم أنف الفقراء
و حين أرى الصبايا في مقتبل العمر وفي خريفه وشتاءه يتجولون بسراويل الجينز الممزقة بحرية و عبر الفتحات السماوية تطل قطع اللحم الان6ثوية الطازجة
..الشهية.. سمراء ..بيضاء حنطية   ركبة من هنا و قطعة فخذ من هناك رغم أنف الإمبريالية  ومجالس الشورى الإسلامية  ودول عدم الإنحياز
كما أني أشعر  بالفخر حين أرى الصواريخ والمقذوفات النارية الحنونة تتجول في سماء وربوع بلادي بحرية رغم أنف  السيد نوبل وجائزته....
وحين أرى الشياطين يسرحون ويمرحون بحرية رغم أنف(......)
...حرية حرية حرية... وأنا  أكتب  أشعر  بالفخر لأن التيار الكهربائي غادر حجرتي بحرية وها أنا أنير اللدات بمطلق الحرية وأسمع شخير المولدات بحرية ..
وفي النهاية أقترح  من موقعي كمواطن حر ينتمي إلى  بلاد الحرية أن  ينقل تمثال الحرية من نيويورك  و ينصب في بلادي ولكن بشرط تبديل الشعلة بنرجيلة والتاج بمناهجنا التربوية...
وإلى حينها ساظل أشعر  بالفخر و أنا  أمارس  قهري وفقري وبؤسي وغربتي وغثياني و قرفي ويأسي بحرية وأنا  أتخبط في قيودي بحرية رغم أنف الحرية....أشعر بقشعريرة ... روحي تكاد تفيض من فرط الحررررريييييييييييييييييييييية ...
.............................
...فراس خرفان حسنhh...
سورية اللاذقية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق