الحب المحرم
في صلاة الجمعة دعا الإمام للوالي فرد الجميع : آمين .
إلا أنا خرجت مني كلمة (لا ) قبل آمين .
كرر الإمام الدعاء ودون وعي كنت أقول : (لا ) آمين .
انتبهت لنفسي كان الجميع يرقبني .
ذعرت جدا ..إلهي كيف سيؤول الحال بي بعد هذا . لقد سمعني الجميع .
بعد الخطبة استدعاني الإمام على انفراد مستفسرا عن التأمين الخطير الذي قلته ..قائلا : هل أنت من المعارضة .
أجبت مذعورا " لا والله يا شيخنا ولا أعرف كيف خرجت "
إذن ما سبب هذا ..أبدا يا " سيدي الشيخ " أجبته : "مافي شي" هي مجرد كلمة عفوية خرجت ..
ألح علي بسؤاله قائلا :أخبرني الحقيقة فأنا أخشى عليك ..
يا سيدي الشيخ هل تريدني أنا أعترف لك .كما إخوتنا المسيحين في كنائسهم ..قال نعم وعليك الأمان .
_ إنني يا سيدي وقعت في عشق زوجة الوالي . فانا منبهر بها وبجمالها وبحديثها ، رغما عني عشقتها .
وإني اغار عليها من الوالي .
كيف تطلب مني أن أؤمن على دعائك له بطول العمر ؟
إني أتعذب يا سيدي ولا يشعر بي أحد إلا الله .
وها أنت عرفت قصتي .
أرسل الإمام ضحكة مدوية ، قائلا: إن هذا خطير إياك أن يعرف أحدا قصتك ، فإن العاقبة وخيمة يا بني ، وإنك لا تدرك بعد خطورة هذا الأمر . أأنت مجنون ؟
لا يا سيدي لست مجنونا ، لكن لا أعرف ما هذا الذي أصابني .
- ماذا تعمل يا بني ؟
- إني عامل نظافة أجمع القمامة في شارع البلدية ، حيث وضعت صورة كبيرة لها هناك على مدخل المبنى ، ومنذ ذلك اليوم بدأت قصة حبي مع تلك الجميلة .
وكيف تقع في حب صورة هكذا ، قال الشيخ ضاحكا ؟
- لا أعرف ، لا اعرف صدقني ، لكن أخبرني الاصدقاء أن الذي يعمل في الليل بجانب حاويات القمامة قد يتعرض لمس الجن ، فإنهم يكثرون هناك لتناول بواقي الأطمعة ، فهي طعامهم كما تعلم ، ربما وانا أنظف الحاويات غضب مني أحد الشياطين ، وعمل لي سحرا جعلني أقع في حب زوجة الوالي ليعاقبني .
- نعم يا بني هذا وارد ، أجابني الشيخ .
ولكن عليك بالرقية الشرعية وتناول العسل صباحا كل يوم ، وألا تفكر بها ما استطعت .
_ كيف لا أفكر بها يا سيدي ولا عمل لنا إلا متابعة قراراتها وصوروها ومشاريعها .
منذ فترة في زيارتها لليابان عرضت قنواتهم صورها في اجتماع هناك ، وركز المصور على جميلتنا ، كانت الكاميرا تتنزه فوق جسدها جزءا جزءا ، وتوقفت أخيرا عند صدرها وفخذيها ، الأمر الذي جعلني أغلق التلفاز.
لقد شتمت اليابان يا " سيدي الشيخ " وكرهت اليابان واليابانيين ، نعم لقد شتمت اليابان ها أنا أقولها بأعلى صوتي ، وكتبت على كل حاوية نفاية أضع فيها المخلفات " تسقط اليابان " . كيف لذلك الأحمق أن يصورها هكذا ، إني أغار جدا عليها .
وبعدها بأيام ، أظهرت إحدى القنوات صورة لها وللوالي على شواطئ إسبانيا ، كانت ترتدي " الميني جوب " وبجانبها "والينا المبجل " كانا شبه عراة ، لقد غرت جدا وأتعبني ذلك المنظر ، كان بجانبها ، وكل كاميرات أولئك الملاعين الصحفيين تصور جسدها الجميل ، إن هذا أشعرني بالقهر، حتى إني كتبت على حسابي وعلى كل حاويات المدينة تسقط إسبانيا ،إني أكره اسبانيا .
لقد تعبت جدا من هذا الحب الذي يبدو أنه من طرف واحد يا سيدي ..
_ أنت مخطىء يا بني ، إنه حب من طرفين ، إنها تحبك أيضا إن من شدة حبها لك إنها تغتصبك في اليوم ألف مرة وأنت لا تدري .
_ ماذا ..وكيف ذلك يا شيخنا .. لم أفهم منك شيئا ؟
_ لا عليك ، ولكن يا بني انتبه كل الذين وقعوا في الحب مثلك قعدوا على الخازوق ، فإياك والخازوق .
_ وما هذا الخازوق يا سيدي ؟
_ هناك خازوق للكره وخازوق للحب .. خازوق الكره قاتل .
أما خازوق الحب فهو أقل ضررا ، سبجعلونك تجلس على زجاجة كولا ، فتدخل في مؤخرتك حتى تتمزق الأنسجة ، ويتوقف العقل عندك عن العمل.
_ إن هذا مؤلم جدا ومرعب أيضا .
_ هل فهمت لماذا أخشى عليك يا بني .. هذا خازوق الحب فما بالك بخازوق الكره .
نمت ليلتي مذعورا ، وأنا أتحسس مؤخرتي ، كلما غفوت قليلا ظهر لي أحد السياطين وهو يطاردني وبيده زجاجة كولا .
في الصباح ، وبجانب الشارع الذي أجمع فيه القمامة ، تفاجأت بشركة المشروبات الغازية وهي تضع لوحة هائلة الحجم لصورة زجاجة كولا دعاية لشركتهم .
تكرسحت قدماي عن الحركة وأخذ قلبي بنبض بقوة وتصبب العرق من وجهي ، فصحت بأعلى صوتي آمين ، آمين. ..كررت ذلك ، وقد تحلق حولي جميع من في الشارع ، مستغربين من فعلي هذا .
ابتسمت حين هدأ روعي ، بعد أن تحسست مؤخرتي ووجدتها كما هي لم تصب بأذى .
.............. عواد المخرازي
...............الأردن المفرق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق