لروحها ألف سلام
لروحها التي تزرع الياسمين
بين الركام ألف سلام..
لنقائها
للصفاء
لزفة الألوان..
لحقل البنفسج البهيج
لصدى صوتها المرتقب هديل الحمام..
ألف سلام..
كَفِي لا تُجيد التصفيق وحيدة
وأصابعي معقودة على خيوط الوئام
صَدِئٌ مِزلاج قلبي
باغته الحزن يوما
فمشى أعرج النبض
دهراً وما استقام..
الريح تتلو فوقه قافية الموت
والسكون مقصلة الحنين
ونداء السراب المعلق
على حبال الصوت...
وحيداً أكبو وانهض
يقودني التيه نحو التيه المرتقب
فمن غيرها دلني على مجرى النهر
من غيرها أهداني رشفة من ينابيع السَحَر
من مس الماء بعصا البوح
فانفلقت نصفين أوجاع البحر...
وعبرت موسوماً بالمجد بين الشطين
وعرافة بابل القديمة
تعرج بالموج الهادر نحو المصب..
تنقش حناء الفرح حافية القدمين
تنزع الشوك من مسام الأنين
قالت هذا الخط المتعرج في كفك
قلبك المقبور في كهف السنين..
وهذا الوشم على صدرك
أثر قبضة الموت البهيم
فقد دنا منك قاب قوسين..
فدونك منصوبة بيارق اليقين
معقودة حاجبي دهشتك بين إصبعين..
فلا تعدو مقصوص الجناح
تنشد الوصل في ليل الراحلين...
ياطائر الفينيق لا تكبو قم وانهض
تَبَتّل في محراب الدمع
هذا مغتسل بارد فاركض...
تأرجح على جسر الإحتمالات
وانحاز مقدار شهقة نحو النبض..
ياعرافتي ماترك الرماد شيئاً للجمر
فكيف بعد أن صرت رماداً أتوهج؟
كيف أنهض ..؟
كيف أنبض..؟
وعرافتي تقتات من مسام الصبر تتنهد..
يافراشة حطت على شرفات الدمع
فانساب الطل كما الأنسام..
تسلل الرحيق شفيفاً من بين كفيها
ضمادة على جرح الزمان..
روحها طائر أخضر ..
غيمة تكثفت على ليل الصبر الطويل
أمطرت على سقف الحزن النبيل
فتهاوى صرح الدمع والعويل
واستقام الظل والعود أعوج ..
ياصديقة قوسي والنبال
مارميت أنا إذ رميت
ولكنها كف الوصال..
فسلامٌ عليك ثم سلام..
سلامٌ على ا6نفاس البنفسج
ووردة نبتت من بين الحطام...
باشا عواد
السودان الدمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق