بلا عنوان ..
دعيني أذهب إلى حيث لا أريد
أذهب إلى مكان أسكن فيه
ليوم أو يومين
ثم أتركه من جديد
أبكي وأبكي من حزني السعيد
أبكي على قدرٍ يهديني الألم
مصادفة قرأت سطور قدري
حين كنت أقرا قصيدتي
دخلت صدفة على حديث غيبيّ
ومصادفة سمعت سراً يدور
بين الحبر والقلم
تعجبتُ ! لا لا لن أكذب على نفسي
الأمر ليس غريباً
فأنا العدم من العدم
درت على الحضور أعزي
فقيدهم وهم يتحدثون عن مناقبه
وكرمه وفضله وسيرته العطرة
أمر بقربهم أصافحهم
وبعد أن أنتهي ..أتذكر أنني الفقيد
قرأنا الفاتحة و سورة( يس )
بعدها ذهب المعزون إلى بيوتهم
وبقيت أنا في الكفن وحيد
فلم يبقى حولي إلا دبيب النمل
وتسابيح الهداهيد
مبحوحة حروف النداء
ومكسورة أجنحة الرجاء
محترقة في شفتي ألسنة النيران
متفحمة الحروف والكلمات
وفي عينيَّ
يسكن الجنون والهذيان
أمسك غصن زيتون وأكتب على التراب
أغرز قلقي وجنوني بين فكيِّ الأرض
شفتين تتحرك دونما صوت أو جواب
أعود إلى كفني متعباً ,أستلقي
أمسح الغبار عن قبري وأغلق الباب
أركن بزاويتي انتظر من يسألني
عن حبيباتي ..عن ذكرياتي
ويخبرني عن الأحبة والأحباب
يرعبني ....يحاسبني ....يجلدني
ولكن لا يتركني بين الجنة والعذاب
أصحوا على صوت شفتيّ المرتجفة
يُخيل لي أن هناك أصوات
من سالف الأزمان
ألف ضجيج ...فتأتي وتنصرف بثوان
موزع أنا على قائمة النسيان
نسيت تاريخ ميلادي
ونسيت مكان ولادتي
ونسيت ما نقشته على الجدران
كيف لي أن أتذكر؟
وقد نسيت أن أدفن الأحزان
ماذا فعلت يا امرأة ؟
تلاعبتِ في كتابة القدر ,وغيرت الينبوع إلى حجر
ورميتِ بي إلى صحراء
رمالها لم ترى سحباً ولا مطر
خطفت من بين عينيّ الشعور والنظر
فما عادت تطلع منهما الشمس ولا القمر
كما تعودتْ من آلاف السنين
والأوراق نسيت كيف تخرج من الشجر
فما عاد القضاءُ قضاءً
ولا القدر عندي يشبه القدر
صرت ناقوساً يدق بالكنائس الحزينة
ومئذنة باكية بعيون السماء
صرت قصيدة رثاء
على لسان الشعراء
أصبحت سورة مرمية في غياهب البير
والملائكة حولي تروي
لي قصة يوسف الصغير
وأنا كطفلٍ أسأل الهواء بالهواء
و أصوات الملائكة ترعبني وتسأل من جاء ؟
أقول أنا ..
يقولون من أنت ؟
أنا ؟
أنا جئت صدفة
لم تحملني امرأة قط
ولم أشرب من بطن امرأة قط
ولا أعرف تاريخ شهوري التسعة
ولم يفرح أبي بمولدي
ولم أرى وجوه إخوتي
وليس لي ذنب في ورطتي
فالأنثى هي سعادتي
والأنثى هي مصيبتي
أموت اليوم وأموت غداً
وأموت من دمشق إلى عدن
أقتلوني أحرقوني عذبوني
ولكن لا تخبروا بموتي حبيبتي الحسناء
فإن سألتكم عني قولوا لها
راح يبحث عن مخاض يعيده جنيناً للنساء
أحمد عربو
سورية حلب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق