الاثنين، 4 سبتمبر 2017

فسيفساء / بقلم الشاعرة فائزة جوادي/ تونس. سوسة

فسيفساء

تمعنت...
اللوحة المعلقة على جدار العمر
حصى تتراص في تناغم بين
حبيبات نفخ فيها الفرح أنفاسه الباهتة
تنين الحزن يلفح وريقات الشجرة
ينفخ ناره يحرق كل الأغصان
الجذع شارد يتأمل  غضب السماء
عاريا من آماله يلتهم وحدته في الصحراء
تغطي رأسه قبعة تحركها الأفكار
تتناحر على نبع مبهم تزوده جداول عابثة
بروح تجادل الجسد
ترواغه بمهارة، تماطله و تلوَح من بعيد
تأبى الرحيل
تطالع كتاب القدر تبحث بين سطوره
عن أجوبة تقنعها بمصيرها السرمدي
لتبتلع أقراص الرضى
تقوي مناعة الصبر
تطعمه أفيونا تلهيه عن الوجع
تلهمه الإصرار على تكملة الطريق
شوارع مدنها خالية يعبرها طيف الحب
يتخفى وراء قامة الليل المقيت
يحتضن العتمة تحتويه يذوب في أمواجها
يسهر على نخب الحنين يناوله
أقداح الفراغ كلما احتساها ملأته إلى  النخاع
يتمرد شيطان الشوق على كبرياء أنثى
يطاردها بين حروف الكلمات
يقرأ عليه الصمت تعويذته
يتدثر على جمر الهمس المشتعل
يصاحب النجمات في شطحاتها
على مرافئ الحزن
تودع سفنا راحلة حملت معها قلوبا
حولت وجهتها الأخيرة نحو النسيان
الجسد
قابع ينتظر العمر
يرتشف سقما على جرعات متتاليات
رأس أثملته الحيرة
استفهامات تتوه في زحام الحقائق
تعسرت سبل العودة إلى الرشد
صيغ تعجب تحيط الفكر كسحابة صيف
أنهكته مسافات هاربة من نقطة النهاية
قلب تلاعبت به خيبات من صنع يديه
شغف بحلم سال كماء يسري نحو المجهول
كلما اكتفى من الجرعات
عاد إلى كهفه ليجرد غنائمه من الوجع
يجمع حصاد خطيئته
يجلده الندم بسياط اللوم
يفلت الأنين من الجلاد
تترك الآه أثرا داميا في الأوصال
تتورم الشرايين خائفة من خبث الأيام
و القدر باسط ذراعيه
رابض يرقب من بعيد حركة الأحداث
الزمن متواطئ
تشارف الرحلة على نزول الستار
على من سيصفق الجمهور ؟
أي الثنائيات يستحق ورود النصر ؟
رجاء نفس تمنت فراقهما الأبدي
لعل التراب يسعف هيكلا يواريه
يريح عذاباته ينسيه الجراح
لعل السماء تزيح عن ضيفتها
غبار الحياة تغسلها بماء النقاء
ترتمي بين ذراعي السكينة المنشودة
تبقى اللوحة شاخصة في وجوه المتأملين
معلقة لسنين تنتظر سقوط المسمار
لتعود الحصى من حيث أتت

فائزة جوادي
تونس سوسة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق