الثلاثاء، 5 سبتمبر 2017

حكايةُ طبيبةٍ تحتفلُ بتخرُّجِها / بقلم الشاعر د.أسامة مصاروة/ فلسطين. الطيبة

حكايةُ طبيبةٍ تحتفلُ بتخرُّجِها
--------------------------------------

جلستْ شذا في مطعمٍ عندَ المَساءْ
معها زميلاتُ لها غيرُ النِساءْ
كانَ احتِفالٌ بالتخرُّجِ واللِقاءْ
غمرَ الجميعَ ببهْجةٍ بعدَ الشقاء

ضَحِكاتُهنَّ ملأنَ أرجاءَ المكانْ
ونكاتُهنَّ بعَثْنَ بَسْماتِ الزمانْ
وجمالُهُنَّ أضافَ سحرًا للْوُجودْ
ودلالُهنَّ أضافَ عطرًا للْوُرودْ

أمّا الحديثُ فناعِمٌ وَمُهذَبُ
ومِنَ الأغاني كلُّ لحنٍ مُطْرِبُ
جوٌّ يثيرُ لواعجَ القلبِ الكسيرْ
ويعيدُ ذكرى أوْ صدى الحبِّ الكبيرْ

وعلى طريقِ الشاطئِ المتواصِلِ
جلسَ المئاتُ براحةٍ وتفاؤُلِ
والكلُّ يشعُرُ بالمَودَّةِ والأمانْ
والطفلُ يرضَعُ بالمحبَّةِ والحنانْ

أمّا طبيبَتُنا شذا فمِنَ الغدِ
نرجو لَها ولشعبِها عملًا ندي
فَلِمثْلِها نحتاجُ في أوْطانِنا
لا للّذي يصبو لهدمِ كَياننِا

كانَ التخرُّجُ والشهادةُ بامتِيازْ
فتَحدَّثتْ بحماسةٍ بل باعتِزازْ
نظرَ الجميعُ إلى البناتِ والإبتسامْ
يَعْلو الشفاهَ بِكلِّ ودٍّ وانْسِجامْ

فطبيعةُ الإنسانِ في جوٍّ سَعيدْ
ألّا يكونَ بحسِّهِ عنهمْ بَعيدْ
حتى إذا قدِمَ البلادَ كسائِحِ
أوْ من بنيها عاملٍ ومكافحِ

سعِدتْ شذا وتراقَصَتْ متناغِمَهْ
وشدَتْ بدونِ مخاوفٍ متَرنِّمَهْ
عزْفٌ ورقصٌ والجميعُ يُجامِلونْ
وَبكلِّ إنسانيَّةٍ يَتعاملونْ

بمحبَّةٍ وَمَودَّةٍ يتقابّلونْ
يتعارفونَ وبعْدها يتصاحَبونْ
فالخيرُ يجمَعُهمْ وحُبُّ بني البشرْ
لا فضْلَ إلّا للّذي عشِقَ القمرْ

دخلَ المُكفِّرُ فجأة بسلاحِهِ
وجموحهِ وجنونِهِ وجنوحِهِ
كانتْ شذا أولى البناتِ لِتُقْتلا
وبلادُنا أولى البلادِ لِتُبْتلا
-------------------
د. أسامة مصاروة 
فلسطين الطيبة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق