السبت، 4 مارس 2017

بحث لغة عربية في علم العروض بعنوان{في حروف القافية البحث الثالث.... } تقديم الأديب والشاعر خالد خبازة / سورية/ دمشق

لغتنا الجميلة 

في علم العروض و القافية

البحث الثالث 

في حروف القافية  

تحدثنا  في بحث سابق عن حروف القافية  و قلنا إنها التأسيس و الردف و الروي و الوصل و الخروج  .. كما تحدثنا عن أنواع القوافي .. و هي خمسة أنواع ..  و فصلناها .. و قلنا أنها  :
المتكاوس و المتراكب و المتدارك و المتواتر و المترادف
و تكلمنا بشكل مفصل عن  حرف الروي و الوصل و الخروج  ..  و سنبحث الآن في ألف التأسيس  ..

ألف التأسيس

1- في ألف التأسيس

حرف التأسيس لا يكون إلا ألفا  .. و هو حرف الألف المصمت الذي يأتي قبل حرف الروي  بحرف واحد  .. أي أن بينه و بين حرف الروي حرف واحد فقط ..  في حين أن الردف يأتي مباشرة قبل حرف  الروي  .

مثال  على ألف التأسيس :  مراكب .. قبائل  ..  جداول  .. جدائل  ...  الخ .. 

فاذا جاء هذا الحرف في البيت الأول من القصيدة .. فعلى الشاعر أن يستمر في باقي الأبيات على منواله  ..  و لا يكون حرف التأسيس واوا و لا ياء  ..  و إلا اعتبر هذا الحرف كباقي أحرف القافية  .. 

فاذا كان البيت الأول مؤسسا  . يجب الإستمرار كذلك . و إلا أصاب القصيدة عيب  في القافية  .. 

مثال على ألف التأسيس  .. قول المتنبي  :

على قدر أهل العزم تأتي العزائم ..  و تأتي على قدر الكرام المكارم 
و تكبر في عين الصغير صغارها ... و تصغر في عين العظيم العظائم 

انظر إلى الألفاظ :  العزائم في صدر البيت الأول..  و  .. المكارم ..و العظائم   في عجزي البيتين  المذكورين
و التأسيس
وهو مأخوذ من قولك أسست البناء .. و التأسيس ألف بينها و بين حرف الروي حرف متحرك يسمى الدخيل لأنه تدخل بين ألف التأسيس و بين الروي  .. و هو حرف قابل للتغيير في ألأبيات الأخرى و لا يلزم تكراره .. كقول  النابغة الذبياني :

كليني لهم يا أميمة ناصب ... و ليل أقاسيه بطيء الكواكب

فألف كلمة ناصب هي ألف التأسيس و حرف الصاد هو الدخيل ، و كذلك ألف الكواكب هي التأسيس و الكاف قبل حرف الباء هي الدخيل و الباء حرف الروي  ،  فإن كان بين  هذه الألف و بين الروي حرفان أو أكثر لم تكن تأسيسا .. مثل مواويل و أزاهير و عواميد
و لا يخلو أمر ألف التأسيس من أحد أمرين ، إما أن تكون هي و الروي من كلمة واحدة .. كقول النابغة :

دعاك الهوى و استجهلتك المنازل ... و كيف تصابي المرء و الشيب شامل

وأما أن تكون من كلمة و الروي من كلمة أخرى .. كقول سحيم عبد بني الحسحاس  :

ألا ناد في آثارهن الغوانيا ... سقين سماما ، ما لهن و ما ليا

فهي تأسيس أيضا .. و لا يعتبرها البعض تأسيسا 

و في قول الشاعر  : 

إذا زرتُ أرضا بعد طول اجتنابها ... فقدتُ صديقي و البلاد كما هيا

و القصيدة مؤسسة .. و من لم يجعلها تأسيسا ، أجاز معها : معطيا و موليا ..  فإن كانت الكلمة التي قبل الروي ، لا ضمير فيها .. فلا تأسيس هناك  .. قال الشاعر :

و إذا تكون كريهة أدعى لها ... و إذا يحاس الحيس يدعى جندب
هذا لعمركم الصغار بعينه ... لا أم لي، إن كان ذاك ، و لا أب
و ألف التأسيس كما جاء في كتب التراث

هي الألف التي تأتي قبل حرف الروي و يفصله عنها حرف متحرك واحد   .  مثال ذلك " معاقل .. مشارب ..  منازل .. الخ ..   "
أو أن ان المؤسس من الشعر ما كانت فيه ألف بينها و بين حرف الروي ، حرف يجوز  تغييره ، فذلك الحرف يسمى الدخيل .. لأنه تدخل بينه و بين حرف الروي  .

و جاء في كتاب " القوافي " للأخفش الأوسط :

"  أما التأسيس ، فألف ساكنة دون حرف الروي بحرف متحرك يكون بين حرف الروي و بينهما ، يلزم في ذاك الموضع من القصيدة كلها .. نحو ألف فاعل من لامه . " .
و يضيف الأخفش الأوسط  :

" فإن كانت الألف في كلمة سوى الكلمة التي فيها حرف  الروي ، و لم يكن الروي حرف إضمار ، لم تجعل تأسيسا ، و أجري في موضعها من القصيدة ، جميع حروف المعجم ، نحو قول عنترة  :

و لقد خشيت بأن أموت و لم تدرْ  ... للحرب دائرة على ابني ضمضم
الشاتمي عرضي و لم أشتمهما ...  و الناذرين إذا لم ألقهما دمي

فهذه الألف لا تكون تأسيسا لأنها منقطعة من ميم دمي ، و ليست من ضميره ، و قال العجاج : 

فهن يعكفن به إذا حجا
عكف النبيط يلعبون الفرنجا

فهذه الألف لا تكون تأسيسا  لأنها منفصلة .  "

فان كانت الألف منقطعة و حرف الروي من اسم مضمر ، جاز أن تجعل الألف  تأسيسا  و غير تأسيس .

و قال زهير بن أبي سلمى :

ألا ليت شعري هل رأى الناس ما أرى ... من الدهر أو يبدو لهم ما بدا ليا
بدا لي أني لست مدرك ما مضى ... و لا سابقا شيئا إذا كان جائيا

فألف بدا منقطعة عن  ليا  . و إنما تلزم هذه الألف المنقطعة ، و تكون تأسيسا  إذا كان حرف الروي ضميرا  ، نحو ياء ليا  ، أو حرفا من مضمر نحو ميم هما في قوله كما هما  ، و ياء هي كما في قوله هي ما هيا  .
و أما قوله  " كتابك " و ثيابك " فلا تكون إلا تأسيسا  لأن ألف التأسيس ليست في كلمة ، و حرف الروي في أخرى  ، و لأن الكاف هي حرف الروي .

  وقد لاحظت أن عددا من الشعراء مع احترامي لجميع الأخوة و الأصدقاء الشعراء  .. يستعمل هذه الألف في المكان الخاطئ و ربما كان ذلك دون شعور منه أن في القافية خللا ما ،  و لا أسمي ذلك خللا و إنما عيبا في القافية   وهو ما يمكن أن أسميه "  التذوق الإحساسي أو الحسي  "  إذ أن الشاعر يعتقد أن  البيت أو القافية خالية من أي خلل أو عيب ، فالوزن صحيح  و لا وجود لأي خلل عروضي .. أو أنه يغض الطرف عن العيب المذكور طالما أن الوزن يعتبره صحيحا   . إنما  بتذوقنا الإحساسي يجعلنا نشعر بوجود عيب ما  .. في القافية  .. 

فلكي تكون القصيدة فيما يتعلق بألف التأسيس ، خالية من هذا العيب  ..  على الشاعر أن يتابع أبياتها بالنسبة هذا الموضوع كما هو في البيت الأول  ..  فإذا أسس الشاعر قافية البيت الأول . فعليه أن يتابع تأسيس باقي الأبيات  . أما إذا كانت قافية البيت الأول خالية من ألف التأسيس .. فعليه متابعة ذلك في باقي الأبيات  .. 

....
خالد ع . خبازة
اللاذقية / سوريا

المراجع : عدد من كتب التراث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق