الاثنين، 4 سبتمبر 2017

نحلةٌ سمراءُ/ بقلم الشاعرة مرام عطية/ سورية. حمص

نحلةٌ سمراءُ
حطتْ على غصني
والشَّمسُ تفرشُ مائدةَ الصباح
على مرايا الماءِ
حملتْ رمشي نحوَ أقاليمَ بعيدةٍ
قطعتْ صحارى وشطآنَ
رافقتْ النوارسَ المهاجرةِ
إلى أحبةٍ اجترتهم الأحزانُ
وضمَّهم لبحرهِ الضياعُ
تبحثُ عن ملاذٍ دافئ
عن  موطنِ أمانٍ
تنقِّبُ عن جنسيةً بلا ثمنٍ لنحلةٍ غريبةٍ
عساها ترتقي سلالمَ النجاحِ
وتشربُ  سكرَ الأفراحِ
بلا كدحٍ  أو إهانةٍ
كم تاهت بين الجبالِ والوديان !
كم رشفتْ كؤوسَ الغربةِ والآلام !
حتى عادت حييَّةً إليَّ
على شفتيها رسائلُ اعتذارٍ
و أشواقُ العاشقين
أهديتها رحيقَ زهري
و ثمارَ كرمي
لم تغادرْ وثيرَ خمائلي 
إلاَّ وبين جناحيها
خوابي عسلٍ
وخرائطَ لمداراتٍ جديدةٍ
النحلةُ السَّمراءُ من اليوم
سأزرعها في فؤادي
أنثى الجمالِ
فتكونُ أرزةَ الحبورِ
---------
مرام عطية
سورية حمص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق