الثلاثاء، 12 سبتمبر 2017

صرح قوارير العشق/ بقلم الشاعر باشا عواد / السودان

صرح قوارير العشق
قالت مُدّ لي من ضفاف البحر وسادة
وابني لي من قوارير العشق صرحاً
على مد قباب الموج
لعلي أبلغ أسباب السعادة..
ذوّب بالعناق عطري
لأتصاعد غيماً وملحاً
وأتكور في رحم الشوق دهراً
لتنجبني يوماً سحابة..
أنا ابنة المطر الأسود
أنا  الريح التي نجت من مقصلة السكون
أنا من ألقت عصا السحر لتكون
من شعري يتدلى قوس قزح المساء
ألون بالتيه صدر السماء
وأغسل عن وجهك تقاسيم الكآبة..
قالوا أنت مجنون مجنون
إذ تبني صرحك من قوارير العشق
على هيئة الفلك المشحون
ياويلك حين يفور تنور الوجع
وأنت تقص رؤاك على إخوة  الضجر فلا يستمعون
من سيصيح في الملأ ليأتون..
وكل النساء تخون..
قلت سأدخل من كل الأبواب
سأتفرق قطعاً وشظايا
فلا يصطادني قبل التوهج شهاب..
وسأقتفي من أثرها قبضة رسول
وأذروها في وجه السحاب
ليمتلئ التنور عشقاً وماء
ويشق الفلك صدر العباب..
قالوا واهم أنت إذ أمِنت غدر البحر..
واهم إذ أمنت كيد النساء
واهم اذ تهب امرأة  من نساء الكون عرش..
وغداً تكشف عن ساقيها
وتخوض اللجة عارية النهد..
ومضيت غير آبه بالريح تعوي
شققت كل صحارى التيه وحدي
أرفض  أن أخون
أن أطفى بريق اللهفة
في صمت العيون
و أغرق في الدمع ذاكرة أحلامي
أيا مرسى الأفلاك أيناك
لاجبل يعصمني من الموج الهادر سواك..
ها قد مددت صرح القوارير نحو قباب السماء
فتعال نعرج نحو الأفلاك سوياً
روحاً وعناقاً أبدياً..
فقد صدقت الرؤيا
قد صدقت الوعد رغم الظنون
وأوفيت وعد اللقيا
حين كان كل الملأ يكذب ويخون..

باشا عواد
السودان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق