قراءة في آية النور ( 4 )
.. ويتساءل "زكي نجيب محمود"
-أتكون تلك الدرجات أو المراحل التي ذكرها الإمام "الغزالي" هي ذاتها مراحل التطور الفكري في ثقافة بأسرها؟
فعصور أسطورية، تبعتها عصور ثقافتها وحي من الله؟ ثم أتكون هذه نفسها مراحل النضج في الثقافة العربية؟
من خلال ذاك التصور لدرجات الوعي التي تتصاعد وتزداد كشفا ونفاذا نظر "محمود" إلى ثقافتنا العربية ليرى من خلاله خمسة قرون من تاريخ الفكر العربي، من القرن الأول الهجري حتى أواخر القرن الخامس.
فالقرن الأول مثل رؤية المشكاة
والثاني مثل رؤية المصباح
والثالث والرابع مثلا رؤية الزجاجة
والقرن الخامس للهجرة مثل رؤية الشجرة المباركة.
ففي القرن الأول سادت البديهة
وفي الثاني أخذوا يضعون القواعد
وفي الثالث والرابع صعدوا من القواعد المتفرقة إلى المبادئ الشاملة التي تضم الأشتات في جذوع واحدة
ثم في القرن الهجري الخامس جاءت النظرة الصوفية التي تنطوي إلى دخيلة الذات من باطن لترى فيها الحق رؤية مباشرة.
بهذه النظرة "الغزالية" للآية الكريمة نظر زكي نجيب محمود إلى مراحل تشكل ثقافتنا العربية ليلتقط منها مكوناتها الأساسية لعله يصل إلى مميزاتها التي ستكون مدار بحث يرتقي منه إلى ما هو أهم وأجدى.
أما الأهم فهو القاسم المشترك ما بيننا وبينهم، وأما الأجدى فأي من تلك القواسم هو الأجدى لنا لنجعله جسرا بيننا وبينهم، لنكون امتدادا لهم.
جميلة الكجك
الأردن عمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق